الأربعاء، أغسطس ٣٠، ٢٠٠٦

فيلم عمارة يعقوبيان المزعج


ربما انزعج الجميع و أصابهم حالة من الغثيان
من كم النماذج السلبية المجتمعة فى عمل روائى واحد
أما السبب الرئيسى لهذا الانزعاج
و الذى غالبا فهم المشاهد سببه
هى الدعاية الهائلة التى سبقت الفيلم
باعتباره مأخوذ عن رواية حققت أعلى المبيعات
و تصدرت قوائم السباق
بالفعل الرواية تطرح أفكار جديدة و جريئة
لكن الاخراج لم يأت على المستوى المطلوب
حتى ان أقوى المشاهد التى كان من المنتظرأن تمنح شحنة كبرى من الانفعال
فشلت فى ذلك
فمشهد مقتل الضابط على يد من تعرض للتعذيب
مشهد بشع للغاية لكنه لا يترك أثرا
و مشهد مقتل الصحفى الشاذ جنسيا على يد سارق
مشهد فاتر و لا يحمل أى معنى
فى المشهدين لا يمكن للمشاهد التعاطف مع أى طرف
سواء الباغى أم الضحية
حتى أنه لا يولد صراعا داخليا للانضمام لأحد المعسكرين
مشهد مقتل الشاذ حاتم رشيد على يد سارق
مأخوذ من فيلم
as good as it gets
عندما يأتى فنان تشكيلى شاذ و ثرى
بموديل رجل ليرسمه
فى شقته الفاخرة,و يرتب الموديل مع زميل اقتحام الشقة
و يوسع كل منها الفنان ضربا يقوما بسرقته
و مطلوب من المشاهد أن يتعاطف مع الفنان
لأن الفيلم فى الأساس ينتقد سلوك جاره
بطل الفيلم و يقوم بدوره جاك نيكلسون
المنغلق تماما على نفسه و يعادى الآخرين
و يشمئز من جاره الشاذ الذى يبدو شخصا
شديد العذوبة و الجاذبية
واذا افترضنا حسن النية فى صناع الفيلم العربى
و اعتبرنا أن نهاية حاتم رشيد كما وردت فى الروايةعلى يد رفيقه السابق
المجند المسكين عبد ربه
الذى أغراه بالمال و الخمر لممارسة الشذوذ الجنسى منطقية أكثر
فذلك يحدث فى الواقع عندما يختلف الثنائى الشاذ
كما أنها نهاية تبدو شافية للصدور و هى بمثابة انتقام اجتماعى
لهذا النموذج السلبى
أما أن يتعرض الصحفى الشاذ لكمين سرقة و هو يتعامل مع الضيف الجديد بحسن نية
فلم تكن موفقة..كذلك مناقشة حاتم رشيد مع عبد ربه لاثبات شرعية الشذوذ الجنسى
كانت حجج من طرف واحد مثقف و انصات من الطرف الآخر الذى لا يملك ردا مقنعا
ربما تبدو المناقشة واضحة للشخص الذى يتمتع
بثقافة دينية و علمية و اجتماعية و فنية
لكنها بالتأكيد ستترك صدى مشوشا فى أذهان الكثيرين
خاصة فى مخيلة صغار السن
و لا يمكننا نفى مشاهدتهم للفيلم
فهو كأى فيلم للكبار فقط يثير فضول الجميع
فحتى لو لم يكن الفيلم دعاية للشذوذ..فقد أخطا فى تصوره قدرته على عرض القضية
نأتى لنهاية الفيلم التى جعلت نموذجين سلبيين هما المنتصرين
الحاج عزام صاحب الثروة المشبوهة و زكى بك الدسوقى السكير و الداعر
و حتى محاولة اضفاء البهجة على النهاية العبثية للفيلم بزواج بثينة من زكى بك الدسوقى
على أساس أنها شابة صغيرة تحمل النقاء و الأمل ..حتى هى تنازلت عن شرفها
و بعدما كانت تحمل مبادىء-حقيرة-تبرراستهتارها بالعلاقات الجسدية
ما يميز حليم و عمارة يعقوبيان و هما من انتاج شركة جود نيوزهو الانتاج الضخم و التقنيات العالية
ربما نجح حليم فى تقديم رائعة فنية و نجح عمارة يعقوبيان فى مكاسب الشباك

هناك ٣ تعليقات:

wael elgazawey يقول...

فكرة مدونتك جميلة وكمان اسمها حلو وطبعا انت مصري لذلك اود ان تزور صفحتي وتقراء تعقيبي على فيلم يعقوبيان
masreyhammney.blogspot.com

wael elgazawey يقول...

فكرة مدونتك جميلة وكمان اسمها حلو وطبعا انت مصري لذلك اود ان تزور صفحتي وتقراء تعقيبي على فيلم يعقوبيان
masreyhammney.blogspot.com

غير معرف يقول...

عمارة يعقوبيان بهاء طاهر الرواية فى راى زبالة الزبالة و الفيلم لما اتعمل توقعت حيبقى اكثر انحرافا و تخريفا و سطحيه
لكن بجد الفيلم عبقرى مووووووت
عادل امام مع انه عادل امام ( مش اد كده ) ابدع ايما ابداع ) و نور الشريف و شخصية الرجل الشاذ و قصته فى الفيلم بالله عليكى اذاى تقارنها بشخصية الفنان اللى فى ( as good as it gets )و لا فى اى وجه تشابه على الاطلاق و وجوده فى الروايه الاغصلية ليه ابعاد و معنى و الدور اللى عمله كان ممتاز من احسن الشخصيات اللى اتقدمت

انا اسفه انى كنت بزعجك باراى
و الله بادمهالك بكل حب و تقدير