الأربعاء، أغسطس ٣٠، ٢٠٠٦

فيلم جعلتنى مجرما المبهج

أعتقد أنه اذا كان فيلم حليم الأقوى هذا الصيف على مستوى الدراما
أفضل أفلام الكوميديا هو جعلتنى مجرما
فيلم يضحك بشكل هيستيرى لدرجة البكاء
و ينقلنا الى حالة نشوة غير عادية و بخلاف خفة ظل النجوم و على رأسهم أحمد حلمى صاحب نكتة رائعة
و غادة عادل التى تتمتع ببريق الممثلة حق
ا
نفاجأ بسيناريو و حوار نادر صلاح الدين المبهرو المناظر الطبيعية الخلابة فى الساحل الشمالىعليكم بهذا الفيلم لمن يبحث عن عمل جميل و ضاحك و يناسب الأسرة

فيلم ظاظا العميق


ظاظا فيلم كوميدى رمزى يحمل اسقاطات سياسية هامة
نقلة جديدة لهانى رمزى بعد عدة أعمال دون المستوىو من اخراج المتميز على عبد الخالق الذى يفاجئنا بعمل ساخر
تحية كبرى للنجم الكبير كمال الشناوىالذى أمتعنا بأدائه العبقرى و السلس فى آن واحدالفنان العظيم كمال الشناوى مواليد 26 ديسمبر 1921 بالقاهرة
و اول فيلم قدمه بعنوان "خلود"عام 1948و قام فيه بدورى الأب حسن و الابن نبيل امام فاتن حمامة و اسماعيل ياسين الفيلم من نوعية الرومانسية
و من اخراج عز الدين ذو الفقارو جميعنا نعرف روائعه السينمائية اللص و الكلاب و الكرنك و الارهاب و الكبابو مسلسليه الشهيرين أنف و ثلاث عيون و هند و الدكتور نعمان

فيلم عن العشق و الهوى المكرر


حتى بعد مرور أكثر من مائة على السينما المصريةو هى من أعرق الدول التى دخلت مجال صناعة السينما
مازلنا تحت تأثير أفكار عفى عليها الزمن
السؤال هو الى متى سنظل نمجد فى صورة الغانية الفاضلة؟
فيلم عن العشق و الهوى يقدم هذا النموذج السلبى بشكل فج ربما اعتقادا
من المؤلف تامر حبيب أنه نوع من الجرأة لكنها بالتأكيد لها مسميات أخرى
ربما يكون أفضل شىء فى هذا العمل هى أغنيته التى نشاهدها على قنوات الأغانىللمطربة شيرين الفيلم يبدو متقطعا,نعتقد فى البداية أنه بسبب مقص الرقيب لكننا ندرك أنها عملية المونتاج يتمتع الفليم بكم كبير من المشاعر الانسانية
و يحسب له طرح قضايا عاطفية بشكل جديدلكنه يصدمنا أيضا بكم الانحرافات الاخلاقية التى تعتمد على علاقات غير شرعية و كأنها دعوة مرة أخرى بعد فيلم عمارة يعقوبيان لتحرر من أفكار الفضيلة" البالية"المدهش أيضا أن الثنائى الذى أقدم على علاقة غير شرعية فى حين كل من الطرفين كان متزوجا,و كلل علاقته بزواج سرى,هوالنموذج الناجح الذى سيعلن حبه أمام العالم و يتحدى القيم و يفرض ثقافته فى النهاية و يقوم بالدوريأحمد السقا و منة شلبى
أما غادة عبد الرازق فتقدم دور الغانية" الشريفة" بطة بطاطس المعروفة فى الحى كأنها تمارس هذا العمل كأى عمل آخر و كأنه شىء عادى فى مجتمعنا بل و فى أحد الأحياء الشعبية تلقى بطة بنفسها فى الرذيلة عن طيب خاطر لتستكمل شقيقتها التى تقوم بدورها منى زكى تعليمها الجامعى و تتقبل الأخيرة مهنة شقيقتها الكبرى بترحاب و تأخذ منها المال دون أى تأنيب ضمير, لولا أنها لا ترغب فى أن يعلم حبيبها-السقا- الذى سيتقدم لخطبتها بالأمر
حتى عمل بطة بطاطس الأصلى غير مقبول اجتماعياو يبدو فى الفيلم كواجهة اجتماعية مشرفةفهى ساقية فى خمارة و كأن الفقر بات مبررا منطقيا للانحراف فماذا يفعل كل هؤلاء الشرفاء الذين يحتاجون للمال و يكتمون فى أنفسهم للحفاظ على ما تبقى لديهم من كرامة
و عزة نفس نحسبهم أغنياء من التعفف
تبدو بطة كانها بطلة,و بدون أى داع تقيم شقيقتها الصغرى علاقة غير شرعية مع جارهم المدمن رغم اشمئزازها منهو يقوم بدوره مجدى كامل بعد أن هجرها حبيبه او الحق يقال أن مجدى كامل أجاد فى هذا الدورلولا أن أدائه جاء
أعلى من مستوى العمل

فيلم حليم البديع


أكثر ما يحزننا فى فيلم حليم هو موت أحمد زكى الحقيقىفيلم حليم فيلم جميل و مؤثر
,يستعرض لنا حقيبة زمنية هامة من تاريخنا
فترة ما قبل الثورة الى ما بعد نصر أكتوبر المجيد
و ينقسم الفيلم لجزئين,الجزء الأول سياسى يحكى لنا عن مدى ارتباط المطرب الراحل عبد الحليم حافظ بثورة يوليو
و هو أشبه بالوثائقى,و الجزء الثانى أكثر انسانية فيتناول الحياة العاطفية لدى العندليب
نتأمل باعجاب التقنيات العالية للعمل,و مدى التزام العاملين بالموضة و الديكورفى هذه الفترة الزمنية و هى عناصر مهمة يتم تجاهلها غالبافى أعمالنا التلفزيونية و السينمائية
يفوق أداء العبقرى الراحل أحمد زكى أى أداء قدمه قبل ذلك,يتألق أيضاابنه الواعد هيثم فى أداء شخصية حليم فى فترة شبابه,بحيث يتفوقاعلى حليم الحقيقى نفسه
من أجمل الأدوار أيضا فى الفيلم هو قيام الفنان عزت أبو عوف
بشخصية موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب,
و تقليده لغثته المميزة فى حرفى السين الزين
أما بونبوناية العمل فهى النجمة السورية الفاتنة سلاف فواخرجى
التى تبهرنا بعذوبتها و أدائها و أزيائها المبهجة
التى تعطينا انطباعا بأنها لن تليق بأية واحدة أخرى
و أنها صممت خصيصا لها

فيلم عمارة يعقوبيان المزعج


ربما انزعج الجميع و أصابهم حالة من الغثيان
من كم النماذج السلبية المجتمعة فى عمل روائى واحد
أما السبب الرئيسى لهذا الانزعاج
و الذى غالبا فهم المشاهد سببه
هى الدعاية الهائلة التى سبقت الفيلم
باعتباره مأخوذ عن رواية حققت أعلى المبيعات
و تصدرت قوائم السباق
بالفعل الرواية تطرح أفكار جديدة و جريئة
لكن الاخراج لم يأت على المستوى المطلوب
حتى ان أقوى المشاهد التى كان من المنتظرأن تمنح شحنة كبرى من الانفعال
فشلت فى ذلك
فمشهد مقتل الضابط على يد من تعرض للتعذيب
مشهد بشع للغاية لكنه لا يترك أثرا
و مشهد مقتل الصحفى الشاذ جنسيا على يد سارق
مشهد فاتر و لا يحمل أى معنى
فى المشهدين لا يمكن للمشاهد التعاطف مع أى طرف
سواء الباغى أم الضحية
حتى أنه لا يولد صراعا داخليا للانضمام لأحد المعسكرين
مشهد مقتل الشاذ حاتم رشيد على يد سارق
مأخوذ من فيلم
as good as it gets
عندما يأتى فنان تشكيلى شاذ و ثرى
بموديل رجل ليرسمه
فى شقته الفاخرة,و يرتب الموديل مع زميل اقتحام الشقة
و يوسع كل منها الفنان ضربا يقوما بسرقته
و مطلوب من المشاهد أن يتعاطف مع الفنان
لأن الفيلم فى الأساس ينتقد سلوك جاره
بطل الفيلم و يقوم بدوره جاك نيكلسون
المنغلق تماما على نفسه و يعادى الآخرين
و يشمئز من جاره الشاذ الذى يبدو شخصا
شديد العذوبة و الجاذبية
واذا افترضنا حسن النية فى صناع الفيلم العربى
و اعتبرنا أن نهاية حاتم رشيد كما وردت فى الروايةعلى يد رفيقه السابق
المجند المسكين عبد ربه
الذى أغراه بالمال و الخمر لممارسة الشذوذ الجنسى منطقية أكثر
فذلك يحدث فى الواقع عندما يختلف الثنائى الشاذ
كما أنها نهاية تبدو شافية للصدور و هى بمثابة انتقام اجتماعى
لهذا النموذج السلبى
أما أن يتعرض الصحفى الشاذ لكمين سرقة و هو يتعامل مع الضيف الجديد بحسن نية
فلم تكن موفقة..كذلك مناقشة حاتم رشيد مع عبد ربه لاثبات شرعية الشذوذ الجنسى
كانت حجج من طرف واحد مثقف و انصات من الطرف الآخر الذى لا يملك ردا مقنعا
ربما تبدو المناقشة واضحة للشخص الذى يتمتع
بثقافة دينية و علمية و اجتماعية و فنية
لكنها بالتأكيد ستترك صدى مشوشا فى أذهان الكثيرين
خاصة فى مخيلة صغار السن
و لا يمكننا نفى مشاهدتهم للفيلم
فهو كأى فيلم للكبار فقط يثير فضول الجميع
فحتى لو لم يكن الفيلم دعاية للشذوذ..فقد أخطا فى تصوره قدرته على عرض القضية
نأتى لنهاية الفيلم التى جعلت نموذجين سلبيين هما المنتصرين
الحاج عزام صاحب الثروة المشبوهة و زكى بك الدسوقى السكير و الداعر
و حتى محاولة اضفاء البهجة على النهاية العبثية للفيلم بزواج بثينة من زكى بك الدسوقى
على أساس أنها شابة صغيرة تحمل النقاء و الأمل ..حتى هى تنازلت عن شرفها
و بعدما كانت تحمل مبادىء-حقيرة-تبرراستهتارها بالعلاقات الجسدية
ما يميز حليم و عمارة يعقوبيان و هما من انتاج شركة جود نيوزهو الانتاج الضخم و التقنيات العالية
ربما نجح حليم فى تقديم رائعة فنية و نجح عمارة يعقوبيان فى مكاسب الشباك